Tuesday, November 16, 2004

The Return In A Dream عودةٌ في الحلم


كتب الأمل رسائلي ، وسلّمها للغيوم ، التي كانت آخر ما تبقى من أذيال روحها .
وبقيت الشمس ، لتهزأ منّي في كلّ الأيّام ، التي لم أكن أراها إلّا سواداً .
الشمس التي كانت تخفي وراء قشرتها ، حبّاً كبيراً لابنة الشتاء .
حبّاً متساوياً مع حبّها لبنات الفصول الأخرى .
***
كانت إبنة الشتاء تعرف ، أنّ لا حياة لي بدونها .
فرجت السماء ، التي سمحت لروحها بزيارتي ، لمرّةٍ واحدة في الحلم ، لتلبسني ثوب الحياة الجديدة ، التي وُعدت بها منذ لقائي الأوّل .
***
دخلت عليّ من عالم الأروح ، حيث كانت تسكن روحي الهاربة من الأرض ، وراحت تقول :
لِمَ الحزن والبكاء ، وأنت في الربيع ؟...
قلت :
- وهل أستطيع أن أعيش الربيع دونك ؟
قالت :
- قد أرسلتني السماء ، ومهمّتي هي ريّ البذار ، الذي نثرته في روحك يد ملائكتها .
أتيت لأرويه بماء أمّي وأمّك الطبيعة ، بالماء الذي هو جوهرها ، وأساسٌ لكلّ ما فيها .
أتيتُ الى هذه الأرض ، في اليوم الذي وُلدتَ فيه ، في كانون ، كي أسلّمك أسراري ، التي هي أسرار كلّ الدنيا . أسرار أفراحها ، واحزانها .
أتيت كي أعطيك الحقيقة . حقيقة كلّ ما في الوجود .
أتيت اليك ، وطلبي الوحيد من السماء ، كان في أن تحبّني كما أحبّك .
لأنّه لي هدفٌ في أن أعيش الربيع ، وأمنع الشمس من قتلي ، وقد حقّقت ما جئت لأجله .
أتيت اليك ، فعشت الربيع معك . عشته لأوّل مرّة ، بعدما كنت منذ ملايين السنين ، مثل أمٍّ تلد
إبنها ، وتموت دون أن تراه .
عشته في ربيعنا . ربيع حبّنا السماوي الذي سأعيشه الى الأبد ، والذي أرجوك أن تعيشه . أرجوك ألّا تموت من الحزن ، لأنّك بذلك تقتلني ، فأنا أعيش في داخلك ، وأنا جزءٌ لا يتجزّأ
منك !!
... أرجوك ألّا تنشلّ من الحزن ، لأنّي لم أتركك كما اعتقدت ، ولن أتركك أبداً .
فقم واعتنِ بالأشجار ، والأزهار ، والحشائش التي نمت في داخلك .
قم واجعلها تكبر .
قم واجعلها تنتج ، كي يتلذّذ الناس بالوان جمالها ، وبطعم ثمارها .
قم وأفرحني بما تعطي .
قم ، فهكذا تجعلني أحبّك أكثر .
قم ، قم وافرح ، لأنّه ما من أحدٍ غيرك له ما لك .
قم وأعطِ ، قم وأعطِ ، قم ، قم ... قم ....
***
... إستفقت من سباتي العميق ، وخرجت الى الناس الذين قالوا :
- لم نرَ قطّ في حياتنا ، مثل هذا .
إنساناً يعيش في جسد شاب ، وله عقل شيخٍ جليل ، وفي أعماقه ينبض قلب طفلٍ صغير !!!
أمّا أنا فحيّيت الشمس ، التي كانت تضحك عبر الأثير .
حيّيتها بمحبّةٍ كبيرة ، لأنّه لولا الشمس لما وجدت إبنة الشتاء ،
ثمّ شكرت اللّه ، لأنّه لم يسمح لها بسرقتها منّي .........
***

0 Comments:

Post a Comment

<< Home