Tuesday, November 16, 2004

Good Bye الوداع


وقفت قرب ابنة الشتاء ، تحت إحدى أكوام الثلوج ، في لحظة غياب الشمس ، التي كانت تراقبنا ، والغضب يغلي في أعماقها ، وقلت :
أنظري الى الشمس وهي تغيب ....
وأنظري الى عيون ذاك العصفور الصغير ،
فهي التي تبكيه .... وهو لا يعرف ماذا سيفعل ؟!
ماذا سيفعل ، بعد أن يرحل من أعطاه النور ؟
ماذا سيفعل ، بعد أن يرحل من أعطاه الدفء ؟
ماذا سيفعل ، بعد أن يرحل من أعطاه القوّة ؟
***
أنظري الى الشمس وهي تغيب !
تغيب لترحل بعيداً ،
بعيداً تاركةً إيّاه حزيناً ، لا يفكّر إلّا فيها في كلّ لحظة .
يفكّر كيف ابتلعتها أمواج البحر في اللانهاية !!
كيف تحوّل الدفء عنده الى ذكرى !!
كيف دمّرت سعادته عجلة الزمان !!
فهل سيستطيع الانتظار في بردين !!
برد الفراق ،
وبرد الظلمة التي لا ترحم ؟!
بردٌ يكاد يقتله لولا حبّ الحياة لديه !!
هذا الحبّ الذي جعله يصلّي .
فصلّى وصلّى .... لكن لم يكن له إلّا جوابٌ واحدٌ ، جعله الّله تعالى لكلّ الخليقة :
" في الصباح ستشرق الشمس من جديد " !.
فقال العصفور وداعاً أيّتها الشمس ، وتوقّف عن البكاء ، لأنّه ليس إلّا واحداً من هذه الخليقة .
وها أنا أقول لك الوداع !!.
الوداع على أمل اللقاء من جديد .
لقاءٌ أرجو الّله ألّا يجعله بعيداً .
أرجو ألّا يجعله بعيداً ، لأنّ الدمعة لن تفارق عينيّ حتّى ذلك الحين ، كما فعلت مع ذلك العصفور الصغير .
لن تفارق عينيّ ، لأنّ إيماني أقلّ من إيمان هذا العصفور .
لأنّ قلبي أضعف من قلب ذاك الصغير .
أضعف في حبّه لك .
أضعف في حاجته إليك .
حاجته إليك ، التي جعلتني من دونك ، إنساناً ليس من الخليقة ....!!!
***
وفي صباح اليوم التالي ، ولد ربيع الناس ومات ربيعي .
ظهرت شمس الناس واختفت شمسي .
عاد النور ليغمر حياة الناس ، وأنا انتقلت للعيش في الظلمة ....!؟!
***

0 Comments:

Post a Comment

<< Home