Tuesday, November 16, 2004

The Lebanese Ground أرض لبنان


خرج الحزن من أعماقي ، والحرقة ألهبت أحشائي ، التي تمزّقت من الألم .
فلم أعد أتمنّى إلّا الموت ، لأنّ حياتي لم تعد تعني شيئاً . فقلبي المكسور ، يكاد يتوقّف عن الخفقان .
***
لقد سُرق لباس قوّتي ، وتُركت عارياً ، فتقزّزت أعماقي من برد الضعف .
كما غرقت مقلتي ، في مغارتين من العظام ، يسير في كلّ منهما نهر من الدموع .
والدموع جفّفت روحي ، فمات نومي الذي كان مزروعاً فيها .
مات نومي الذي كان يريحني ، فحلّت محلّه الكوابيس ، التي أغرقتني في دوّامة الضياع !، لأنّ روحي لا تزال معلّقةً بحياةٍ لم أعد أريدها !!!
***
خرج الحزن من أعماقي ، فراحت تعزّيني أرض لبنان ، لأنّها تعرف معنى الفراق .
لأنّ إبنة الشتاء الراحلة ، كانت لي كما السنونوّة الراحلة ، فقلت لها : قلبي بدأ يبرد ، والبرد فرض علي .
قلبي بدأ يحزن ، والحزن أبكى سواد عينيّ .
فسألتني : لماذا تبكي ؟
قلت : لأنّ عصفورتي سترحل لبلادٍ بعيدة !
قالت : وماذا تعطيك لتبكي عليها ؟
قلت : هي تدلّك أهوائي بخفق جناحيها ،
هي تشدّ عيوني لأشاهد احمرار خدّيها ،
هي تجذبني لأعانقها كي لا تقع على رجليها .
قالت : ولماذا سترحل ؟
قلت : لأنّ البرد الذي فرض على قلبي وقلبها ، لا تستطيع هي احتماله !
إنّه يقتلها !
قالت : ولِمَ البكاء ؟
قلت : إنّه اشتعال الشوق ، والخوف .
إنّه الشوق لتعود الى ربوعي ، الى أشجاري ،
لتبني أعشاشها عليّ .
إنّه الخوف ،
الخوف من الظروف التي ستعيق اللقاء .
قالت : لا تبكِ ، إنّ الشتاء ليس طويلاً ، فأنا معتادة عليه .
وسيعود الربيع ، ومعه ستعود هي .
ستعود الحياة ، وإن أراد الّله ، فلا يمكن للظروف من أن تفرّق الأحباب ...
***

0 Comments:

Post a Comment

<< Home