Tuesday, November 16, 2004

The Death Approaching إقتراب الموت


كان الربيع ، ربيعنا ، ثمّ تلاه صيفٌ قصيرٌ ، دفعتنا خلاله الشمس ، لننضج ثمار حبّنا . ثمّ خريفٌ قصيرٌ ، أجبرتنا فيه الشمس ، على قطاف ما نضج . وكلّ هذه الفصول ، مرّت في أقلّ من أربعة أشهر .
لكنّ غيوم الحزن ، بدأت تظهر في فضاء أحلام يقظتنا ، أشعةً ذهبيّة ، معلنةً دنوّ الرحيل ، معلنةً إقتراب الموت .
***
ناديت إبنة الشتاء قائلاً :
أنظري ، ها هي أوراق الأشجار ، التي كتبت عليها الأيام ، قصّتنا تلحّف الأرض بصفارها .
أنظري ، ها هو النمل ، الذي رافقنا في الحقول ، ليعلّمنا عدم الإستسلام ، يسرع ليجمع ما تبقّى من غلّة الصيف .
أنظري ، ها هي الطيور ، التي عزفت لنا الألحان لنرقص ، تركض هاربةً من قبضة الصقيع .
أنظري اليّ ، كي تدفئ نظراتك قلبي ، فيخزّن للشتاء .
أنظري اليّ وأغمريني بنورك ، لأنّ الظلام سيحلّ قريباً .
أنظري اليّ فنيران المواقد لن تكفيني لترفع عنّي البرد !.
أنظري اليّ لأرى نورك ، ولو لآخر مرّة قبل أن تنوب عنه الأضواء الكاذبة .
أنظري اليّ ولا تبخلي ، لأنّي سأنتظرك حتّى يحلّ الربيع ، ربيعنا الجديد .
سأنتظرك صابراً ، حتى تذوب في السماء ، الغيوم السوداء التي ستحجبني عنك ...
***
قلت ذلك ، بينما كانت أوراق الأشجار ، التي لحّفت الأرض بصفارها ، ترتفع لتلاقي البراعم ، وهي ترتدي حلّةً خضراء جديدة .
قلت ذلك بينما كان النمل ، الذي إختفى ، يخرج من أوكاره ، ليبحث عن الطعام .
قلت ذلك بينما كانت العصافير التي هاجرت عائدةً .
قلت ذلك بينما كانت شمس الطبيعة تخرق الغيوم ، لتقتل إبنة الشتاء ....
***

0 Comments:

Post a Comment

<< Home