Tuesday, November 16, 2004

The Sun Saw Us رأتنا الشمس


مرّت أيّامٌ كثيرة ، قضيناها هائمين بالمحبّة ، التي كانت كشاعرٍ ، ألهب بالأحاسيس قلبينا ، بحرارةٍ كحرارة النار .
التي كانت كنحّاتٍ ، جمّل بالنقوش عقلينا ، بضيٍّ كضي النور .
التي كانت كرسّامٍ ، روى بالألوان حياتنا ، بعذوبةٍ كعذوبة الماء .
التي كانت كمغنٍّ ، رقّص بالألحان روحينا ، بلطافةٍ كلطافة الهواء .
التي كانت كمبدع ، هندس بالقوّة هيكلينا ، بقوّةٍ كقوّة الصخور .
هندسه بقوّةٍ ، كي يكون أهلاً لاستقبال الإله فيه .
الإله الذي دخل الينا ، بعدما استعملها جسراً للعبور ....
***
وكنّا لا نزال بعيدين عن الشمس ، التي كانت الوحيدة ، الجاهلة ما بيننا في هذا العالم .
لأنّ الناس الآخرين كشفونا ، بعدما خلعنا عن وجهينا الأقنعة الشفافة ، التي كانت كالدخان ، الذي يخفي لبّ النار بين أجنحته ، وهو دوماً الدليل على وجودها .
خلعنا الأقنعة ، لأنّها كانت تخنق أنفاسنا ، بدخانٍ مصدره سعادتنا .
خلعناها ، لأنّه ليس هناك من داعٍ لنخاف ، ونحن لا نخطئ ....
***
لكنّ الوقت كان يسير بنا مسرعاً ، فعادت الشمس باكراً ، ووجدتنا معاً ، غارقين في أحلام ربيعنا ، الذي كان لا يحقّ لإبنة الشتاء الإحساس به ... ، وكانت الشمس القيّمة على هذا القانون .
فصوّبت الى وجهي ، سهام نظراتها الحانقة ، لأنّها لا تقبل بابن الطبيعة ، فهو الوحيد الذي لا تقدر عليه ، كما تفعل بأخواته الأربع .
فعدت الى إبنة الشتاء في اليوم التالي ، في نهاري الذي كان ظلمةً للناس ، وقلت لها :
يا قمري ...
يا قمري ، لن أقدر أن أراك بعد الآن ، إلّا عندما تذهب الشمس الى بلادٍ بعيدة .
حيث لا ترى منها ، أنّنا ملكان في تلك الظلمة .
حيث لا تحسّ بي نجمةً ، جوهرةً على تاجك .
يا قمري ...
لا يرى الناس منك إلّا وجهك ، الذي يغطّيه نورها .
ولا يرون وجهك الآخر ، الذي أنيره أنا وأعرف خفاياه .
... هم من لن يعرفوا يوماً ، أنّك اخترتني أنا ، وتركتها تسير وحيدة ،
وحيدة في النهار ....
فقالت :
حقّاً ، مهما كانت الغيوم كثيفة ، ومهما طال تخفّينا فرياح الأزمنة قويّة .
قويّةٌ كفاية لتزيحها ، فتكشف عن وجود الشمس .
الشمس التي حاولنا كثيراً الهروب منها ، دون أن نكون مذنبين .
فاعتدنا على السير في الظلمة ، التي علّمتنا أن لا نقول الحقيقة .
الحقيقة التي عرفها الجميع الآن ، لكن علينا أن ننتظر النهاية .
علينا أن ننتظر موتي على يد الشمس ....
***

0 Comments:

Post a Comment

<< Home