Tuesday, November 16, 2004

The Angels Juice عصير الملائكة


وكانت إرادة اللّه ... ، فسار الى بحيرة المحبّة الأبديّة ، إبن الطبيعة وابنتها .
الإبنان اللذان صارا واحداً ، بعدما جمعا بنسمةٍ رافقتهما على الدرب الطويل ، درب الحياة . الذي كان في الماضي متحفّاً بالأشواك والآلام .
الماضي الذي ولّى ، تاركاً المكان للأزهار ، التي مرّت النسمة بقربها فرقصت فرحاً . وأومأت الى الأشجار طالبة منها المشاركة في العرس . فانحنت أغصانها لتعانقهما ، وتهنّئهما بصوت حفيف أوراقها ، الذي كان كنغمةٍ سحريّةٍ طغت على المكان ، على أرض السعادة .
فراح الشياطين يبكون من بعيد .
***
في البحيرة التي كان يرويها ينبوع المحبّة الأبديّة ، اللّه ، قلت لها :
أنت ، ولدت وحيدةً ، ومشيت على طريق الحياة ، مثقلةً بالأحزان .
أنا ، ولدت وحيداً ، ومشيت كأعمىً ، لم يرَ في حياته النور .
لكنّنا مشينا ، ولم نتوقّف رغم المصاعب .
مشينا مسيّرين بنغمة موسيقى سحريّة تشفي الأوجاع .
موسيقىً كانت سبب لقائنا الأوّل .
موسيقىً وضعتني بالقرب منك .
نعم بالقرب منك لكن أين ؟
في بحيرة الأبديّة !
البحيرة التي اضاءت عيوني بنور قلبك .
البحيرة التي قطّعت جذوع حزنك بفأس قوّتي .
البحيرة ، التي وصلنا اليها لنعتمد ،
على يد عرّابنا الحبّ ،
على يد عرّابتنا المحبّة ،
وتحت إرادة الّله .
إرادة الّله التي كتبت على جبينينا سعادتنا ،
سعادتنا بأن نكون سويّاً ،
سويّاً في الفرح والحزن ،
سويّاً لابسين ثوب أمّنا الطبيعة ....
***
وكانت في السماء ، عناقيد حمراء . فقطفتها أسراب الملائكة ، وداستها بأرجلها ،
فتقطّرت دماءً ، ذرتها أجنحتها في قلوبنا .
دماءً دخلت أعماقنا ، فأعادت لنا الحياة .
دماءً وزّعت دفئاً ، تحمّرت عليه خدودنا .
دفئاً تناقلته نظراتنا ، بعدما ذابت ثلوج أحزانها .
دفئاً تناقلته أناملنا ، التي شبكتها النسمات ، فساعدت الشرارة لتتحوّل ناراً في اليباس ،
ناراً إشتعلت فغطّت أجسامنا بالنور ، الذي أعلن للعالم اتحاد أرواحنا ....
***

0 Comments:

Post a Comment

<< Home