Tuesday, November 16, 2004

The White Dove اليمامة البيضاء


كانت واحدةً من بنات جيلي ، التي رأت الدموع في عيوني ، فاقتربت لتمسحها ، ولتعطيني قوّةً أتمكّن بها ، من التغلّب على العاصفة ، مع أنّ أقرب الناس إليّ ، كان من سبّبها ، فصرت أبعد الناس عنه .

***

هي اليمامة البيضاء ، التي طارت في الربيع ، فحملت منه نضارة الشباب ،
نضارةً مثل نضارة أزهاره العطرة .
طارت في الصيف ، فحملت منه دفء الحياة ،
دفئاً مثل دفء شمسه المشرقة .
طارت في الخريف ، فحملت منه نضج النظرة ،
نضجاً مثل نضج أثماره الساحرة .
طارت في الشتاء ، فحملت منه نقاوة التفكير ،
نقاوةً مثل نقاوة ثلوجه الناصعة .
طارت في الربيع ، في الصيف ، في الخريف والشتاء .
طارت ولم يهمّها لا وقتٌ ولا مأوى ولا طعام .
طارت وهدفها إيصال تلك الرسالة .

الرسالة التي كانت النضارة لها وشاحاً ،
والدفء حارساً ،
والنضج عنواناً ،
والنقاوة جمالاً .
رسالة حملتها من إنسان .
من إنسانٍ الى إنسان .
رسالة أوصلتها إليّ ، فرقصت لها روحي إبتهاجاً ،
لأنّي قرأت عليها :
أنا معك أيّها الأنسان ....
لأنّي رأيت من خلالها إنساناً ،
إنساناً يسكّن آلامي بمحبّته ،
إنساناً يشاركني أوجاعي بإحساسه ،
إنساناً يصبّرني بوقوفه قربي ،
إنساناً يدعوني لأشدّد إيماني ،
إنساناً يفتح عينيّ على الّله فيّ .

فقلت لها :
شكراً لك أيّتها اليمامة البيضاء ،
شكراً لك يا حاملة الرسالة ،
فلولاك لبقيت بعيداً في الجبال ،
بعيداً لا يشمّ عطرها إلّا الشباب ،
بعيداً لا يحسّ بدفئها إلّا من هم قرب الشمس ،
بعيداً لا يتلذّذ بنضجها إلّا الحصّادون ،
بعيداً لا يلبس نقاوتها إلّا من هم ليسوا بحاجة ،
بعيداً ، مطمورةً في أدراج النسيان ....

***

0 Comments:

Post a Comment

<< Home