Tuesday, November 16, 2004

In Jail بين القضبان


كانت إبنة الشتاء عصفورةً حزينة ، وكنت لها مثل شجرة .
فقد بحثت عنها دوماً ، ووجدتها بين فروعي وأغصاني .

***

وجدتها تمشي ، وكان وقع قدميها مؤنساً لوحدتي .
وجدتها ترقص ، وكان تمايل جسمها يجذب اليها قلبي .
وجدتها تغنّي ، وكان صوتها يناغش روحي .
وجدتها تبكي ، وكانت دموعها تمحو الضباب عن أوراقي .
وجدتها تفكّر ، وكانت عيونها تنير ظلمة أعماقي .
وجدتها ترقب ، وكان خوفها يبثّ القوّة في عروقي .
القوّة لأحميها من حرّ الشمس ، من الأفاعي .... من الناس ....

***

كانت عصفورةً حزينة فقلت لها : أخرجي من بين القضبان ، التي أسرتك بها الشمس .
ففي هذا القفص الزائف ، غمرك دخان الحزن فأبكى عيونك .
في هذا القفص ، حاصرتك أشواك الآلام فجرّحت جسدك .
فيه أذابتك حمم الهم فشلّت روحك .
فيه خبّأتك الظلمة فأنعشت وحدتك ، ولن يقتلك شيء إلّا وحدتك .

***

فأخرجي من بين القضبان التي أسرتك بها الشمس ، وأنظري الى أمنا الطبيعة .
فيها فقط نحسّ أنّنا أحرارٌ .

فقالت :
وأين هي هذه الحرّية ؟
لقد داستها أقدام الفوضى ....

... ثمّ بكت لأنّ الإنسان يعيش في قفصٍ كبير ، حاكه الناس حول الأرض فكبّلوا أجسادهم وأرواحهم ، وغيرهم ....

***

0 Comments:

Post a Comment

<< Home