Tuesday, November 16, 2004

The Shore Of Happiness شاطئ السعادة


دقّ الصباح على زجاج نافذتي ، ليوقظني ، فوجدني بانتظاره ، لأسأله إن كان رآها .
فأجاب بأنّها تنزف ثلوجاً على سفح الجبل ، وتذرف أمطاراً على بيوت البشر .
ثمّ سألني عن الذي فعلته وأحزنها ، فأخبرته قصّتي ، وطلبت منه مساعدتي على إيجاد الحلّ . فقال لي أن أذهب باحثاً عنها ، لأنّها أرقّ وأعذب من أن تتجافى وتوأمها .
***
وصلت الى قمّة الجبل ، ترافقني نظرات الناس الحشريّة ، فوجدتها وبادرتني فوراً بالسؤال :
ماذا جئت تفعل عندي ؟
ألا تكفيني جراحي ؟
هل أتيت لتزيد من عمقها ، فلا تشفى أبداً ؟
قلت بأسىً أغمض عيوني :
أعرف أنّي كنت أرسل في الماضي ، كلمات في الغيوم لأرويك .
وأعرف أنّ المياه التي وصلتك في الأمس ، لم تروك ، بل جرفت أرضك بأذيّتها ، فملأتك جراحاً .
***
عرفت ما فعلت ، لأنّ المياه التي عادت الى لججي ، عادت عبر أنهر الغضب .
عادت محمّلةً بكنه حياتك ، دمائك ، ترابك .
فأرجوك أنيريني ، لأنّي لا أعرف شيئاً دونك .
أنيريني كي أصحّح خطأي .
فقالت : صلِّ للّه كي يسامحك .
فأنا سامحتك ، لأنّ جراحي بلسمتها كلماتك ، التي قلتها مساء البارحة .
صلِّ للّه ، كي يعيد لي ما خسرته ...
فقلت : سامحني يا الهي ، ودع نسمات السماء تهزّني ، حتّى أعيد ما أخذت .
دعها تهزّني كي يتشكّل شاطئ سعادتي والأرض ...
... فكان السماح ، وعاد الربيع ، ربيعنا بعدما مرّت تلك الغمامة ، وتشكّل الشاطئ .
شاطئ السعادة ....
***

0 Comments:

Post a Comment

<< Home