Tuesday, November 16, 2004

My Mistake خطأي


ككلّ لحظات البشر السعيدة ، التي تزول كالغبار ، من أمام وجه رياح الأزمنة .
دخل الشيطان قلبنا ، ليهدم ما بنته محبّة اللّه ، فجرّبنا معاً .
فجعلني أخطئ بحقّها ، لأنّ طمعي وخوفي عليها ، أراداني أن أضعها في سجن نفسي ، وأحرمها من رؤية الحياة ، فرفضتني ، واتّهمها طمعي بما كنت أعرف في نفسي ، أنّها بريئةً منه . فراحت تبكي وتقول :
لو عرفت أنّك كأبناء المادة ، غير قادرٍ على فهم ما في روحي من الحزن ،
لما كنت أمّنتك على أسراري ، التي رويتها لك . وأنت تعتقدني صاحبة آلامٍ كاذبة ، فزدت عليّ أضعاف آلامي !!

لو عرفت أنّك هكذا ، لما كنت اقتربت منك ولا تعرّفت إليك .
وآسف أنّ ما دفعني لذلك ، هو إشارةٌ من السماء قالت لي بأنّك توأمي .
فارحل عنّي الآن ، ودعني وحيدة .
إرحل ، وفكّر أنّ ما طلبته منّي ، كان كصكّ البيع والشراء .
بينما ما كان بيننا أعظم من ذلك بكثير ، وأنت بعته للشيطان .

***

ذهبت الى منزلي ، والحزن يمزّق ما تبقّى من أشلاء روحي ، فخرجت من فمي هذه الكلمات ، في عتمة الليل :
سامحيني يا وردتي ...
سامحيني ، لأنّ طمعي حاول أن يقطفك من بستاني ، كي لا يسرقك أحد .
سامحيني ، لأنّ خوفي حاول أن يخبّئك في قلبي ، كي لا يراك الناس .
سامحيني ، لأنّ رخصي حاول أن يأخذك من الحقل ، ليضعك في وعاء .
سامحيني ، لأنّ ضعفي حاول أن يحميك من الغد ، كي لا تنهشك براثن الموت .
سامحيني ، لأنّ جهلي حاول أن يرميك في مكانٍ ، تموتين فيه مع الوقت .
سامحيني ، لأنّي حاولت التفكير بالمستقبل ، هو الذي لا يصله إلّا الّله بلا حاضر .
سامحيني ولا تتركيني وحيداُ ، أبكي بسبب خطأي ، وأبكيك ....

***

فلأنّي أخطأت ...
سأظلّ أبكي ، حتّى تجفّ الدموع في عيوني ، ولن تجفّ حتّى يجفّ ماء البحر .
سأظلّ أسهر ، حتّى تذوب القوّة في جسدي ، ولن تذوب حتّى تذوب ثلوج الشتاء .
سأظلّ أناديك ، حتى يصل صوتي الضعيف الى أعماقك ، ولن يصل قبل حلول الصباح .

***

سأظلّ أصلّي ، حتّى يسامحني الّله فيعيدك إلي .
يسامحني ، لأنّك أنت من نظرت اليها ، فأمتلأت بالقوّة ، كما تمتلئ أوراق الأغصان .
أنت من نظرت اليها ، فتفتّح قلبي ، كما تتفتّح أزهار الحقل .
أنت من نظرت اليها ، فبرقت عيناي ، كما يبرق ماء النبع .
أنت من نظرت اليها ، فأنغمرت بالدفء ، كما تنغمر قلوب العصافير .
أنت من نظرت اليها ، فداعبتني نظراتك ، كما تُداعبُ الحشائش الصغيرة .
أنت من نظرت اليها ، فانتفضت فيّ الحياة ، كما تنتفض الخليقة عند شروق الشمس .

يسامحني ، لأنّك كنت شمسي ، فرميت نفسي في الظلمة ....

***

حملت الرياح كلماتي ، الى ملكتها إبنة الشتاء ، التي بكت حتى الصباح ، فأحسست بالبرد ، أنا من كان يعيش الربيع في كانون ....

***

0 Comments:

Post a Comment

<< Home