You Must Forget عقوبة النسيان
رأت إبنة الشتاء كيف اضطهدتني عاصفة الناس ، فراحت تقول في نفسها :
ماذا فعل هذا الشاب من خطأ ؟
لقد كان مرتاحاً قبل أن أدخل حياته .
إنّي أحبّه ولا أريد أن يقتلوه ، وليس أمامي إلّا حلٌّ واحد ، وهو أن أبعده عنّي . لأنّه من المستحيل عليه قتال أهله .
عليّ أن أبعده عنّي ، حتى ولو كان الثمن حياتي ، التي سترحل عن روحي مع رحيله .
***
... وصلت في ذلك اليوم الى فتاتي ، فوجدتها مهمومةً حزينة . سألتها عمّا بها ، فقالت لي على الفور : إنّ هذا اليوم هو من أكثر الأيّام حزناً ، فقد أخذ المستحيل قراره ، الذي حكم علينا بالفراق ...
***
واختفت من أمام وجهي ، فخرجت من العاصفة راكعاً باكياً مردّداً :
أيّها المستبد الظالم الذي سقطت من عيونه المقاييس !
أيّها الحاكم ، الذي له كلّ العالم سواء ، لأنّهم ضعفاء !
لماذا أصدرت حكمك عليّ ؟ يا له من حكمٍ جائر ؟
لماذا حكمت عليّ بعقوبة النسيان . هذه العقوبة التي الإعدام أسهل منها ؟
الا تعرف أنّي لو متّ ، لنسيت أفراحي وأحزاني ؟
فكيف تريدني أن أجعل أفراحي منبعاً لأحزاني ؟
كيف تريد من أفراحي أن تعلّقني على خشبة الآلام ؟
كيف تريدني أن أنسى الدفء ليحلّ محلّه البرد ؟
كيف تريدني أن أنسى الحنان ليحلّ محلّه الجفاف ؟
كيف تريدني أن أنسى الحبّ ليغمر قلبي الظلام ؟
أليس هذا مستحيل أيّها المستحيل ؟
فلماذا تأمرني بما لا أستطيع تنفيذه ؟
هل خفت على نفسك منّي ، وأنا إنسانٌ ضعيف بجسدي ؟
هل خفت على قوّتك من سطوة إرادتي ، فأمرت بقتلي ألف مرّة ، حتّى أموت مرّة ؟...
ثم هويت على الأرض ، رازحاً تحت حملٍ أثقل من الجبال . واشتعل الشوق في أعماقي ناراً ، ذابت روحي أمام ألسنتها ....!!!
***
0 Comments:
Post a Comment
<< Home